طبيعة مرحلة المراهقه :-
إن المراهق مشكلة ومضطرب قلق بسبب التغيرات الجسمية والعقلية والمعرفية والاجتماعية والوجدانية والعاطفية التي تحدث له وفترة المراهقة هي فترة عواطف وشدة وهي مرحلة ارتقاء ونضوج ففيها تكتمل شخصية الإنسان وينضج جسمه وذهنه وتنمو ثقته بنفسه ويزداد تحصيله الدراسي ويكتسب كثير من الخبرات والمهارات والمعلومات وأن الأزمة التي تنتاب المراهق فإن مردها إلي الظروف الاجتماعية والتربوية المحيطة .
والفرد هو جزء من المجال الذي يعيش فيه وأن القوي الاجتماعية والحضارية لا تؤثر في المرهق لمجرد وجودها الموضوعي وإنما تؤثر هذه القوي عندما تصبح جزء من مجاله النفسي بالوعي أو اللا وعي وأن مشكلة المراهق أنه لا يعرف بوضوح كاف من هو وما هو المطلوب منه وما المسموح له به وما يعمل فيه ,وهناك مجالات توقع المراهق في حيرة من أمره وتسبب له القلق وهي التي تكون المجال الحيوي بالنسبة له وهي التغيرات الفسيولوجية التي يأتي بها البلوغ , الزمن الذي يجعل المراهق يحسب أهدافه بالسنين بعد أن كان يحسبها بالأيام والأسابيع في طفولته وأخيرا بعد الانفصال عن جماعات الأطفال والانتماء إلي جماعات الكبار .
أهداف مرحلة المراهقة :
1- النضج الجنسي :
فيتحول اهتمام الطفل من الاهتمام بأبناء جنسه إلي الجنس الآخر , ويتطور وعيه الجنسي إلي التقبل والنضج الجنسي .
2- النضج الانفعالي العام :
حيث يتطور نمو الطفل من التعبير الانفعالي غير الناضج إلي التعبير الانفعالي الناضج ومن التفسير الذاتي للمواقف إلي التفسير الموضوعي ومن الهروب من المشكلات إلي مواجهتها .
3- النضج الاجتماعي العام :
فتمثل التقبل بدلا من مشاعر الشك والريبة وتأخذ مظاهر الارتباك وعدم التسامح الاجتماعي في الزوال ليحل محلها التسامح الاجتماعي كما يتحرر المراهق من التقليد الاجتماعي , ومن حيث الإشراف المنزلي فيتحرر المراهق من الإشراف المنزلي الدقيق ويتجه المراهق نحو ضبط سلوكه ذاتيا والحصول علي الأمن والاستقرار . وبالنسبة لشغل أوقات الفراغ يتطور النمو بالاهتمام بالألعاب العنيفه غير المنظمة إلي الاهتمام بنجاح الفريق وتتركز الهوايات عند المراهق في هواية أو اثنين بعد أن كانت متعددة في مرحلة الطفولة .
4- فلسفة المراهق في الحياة :
فيتطور منظور عدم اللامبالاة بالمبادئ العامة التي كان يحكمه سلوكه طفلا إلي فهم للمبادئ العامة وأن سلوكه أصبح يعتمد علي الضمير والواجب بعد أن كان يعتمد علي العادات .
5- مفهوم ذات المراهق :
يتطور النمو في هذا الجانب من عدم إدراكه الذات أو الإدراك البسيط لها إلي إدراك علي شئ من الدقة للذات وتكوين مفهوم للذات لدي المراهق ومن فكرة بسيطة عن إدراك الاخرين لذاته إلي فكرة جيدة عن إدراك الآخرين لذاته وبعد أن كان الطفل يتوحد مع أهداف مستحيلة أصبح يتوحد مع أهداف يري أنه يمكن تحقيقها .
وتعد المراهقة إذا مفهوم يتلازم فيه الزمن ويتوافق مع تغيرات تكوينية واجتماعيه وسيكولوجية فمن أجل مثل هذه التغيرات لابد أن يصل الطفل إلي مرحلة سنية محددة وتوجد فروق فردية بين الأطفال في بداية هذه المرحلة ونهايتها وتتميز هذه المرحلة بخصائص محددة ومعينه تجعلها متمايزة عن غيرها من المراحل العمرية الأخرى كما أن مرحلة المراهقة ذات طبيعة تمايزت واختلف فيها الآراء , وتحقق المراهقة أهدافا ترتبط بها دون غيره من مراحل العمر .
طبيعة المرحلة قبل التناسلية التي تلي المرحلة التناسلية لمرحلة المراهقه :-
تعبر المرحلة قبل التناسلية مرحله ذات طبيعة نرجسية ويعني هذا أن الشخص يحصل علي اللذة من تنبيه واستخدام نفس جسمه أو شحناته تستهدف الآخرين لأنهم يتيحون له أشكالا إضافيه لا من اللذة الجسمية , وأثناء المراهقة يتجه بعض هذا الحب الذاتي أو النرجسية ملتمسا مسارات تعود إلي اختيارات موضوعات أصيلة فالمراهق يشرع في حب الآخرين تحدوه دوافع الإيثار وليس لمجرد أسباب أنانية . نرجسية – فالجاذبية الجنسية , التنشئة الاجتماعية والنشاطات الجماعية والتخطيط المهني والتأهب للزواج وتكوين أسرة وتبدأ جميعها في الظهور وعند نهاية المراهقة تصبح هذه الشحنات الغيرية المتطوعة للأهداف الاجتماعية علي قدر طيب من الثبات والاستقرار في صورة الأشكال المعتادة من الإزاحة والتعالي والتعايش الذاتي وبذلك يتحول الشخص من طلب اللذة والنرجسية الطفلية إلي راشد يستهدف الواقع ويتمثل المجتمع .
ولكي نفهم طبيعة تميز مرحلة المراهقة لابد أن نعرف صفات المرحلة السابقة عليها حيث أنها تبني عليها .
فتتميز فترة ما قبل المراهقه بأنها قصيرة نسبيا وبالحاجة إلي علاقة حميمة مع رفيق من نفس الجنس إلي صديق حميم يستطيع أن يثق فيه وأن يتعاون معه في مواجهة أعباء الحياة وحل مشاكلهما وهذه الفترة بالغة الأهمية فهي تحدد بداية العلاقات الإنسانية الأصلية بالآخرين ويبدأ الطفل في مرحلة ما قبل المراهقة في تكوين علاقات بالأقران والأصدقاء تقوم علي التساوي والتكافؤ , والتبادل بين الأعضاء .
مظاهر النمو في مرحلة المراهقة :
تعتبر فترة المراهقة مليئة بكثير من التغيرات التي تطرأ علي الكائن البشري والتي تحوله إلي كائن يحافظ علي استمراره وبقاءه , وتعتمد هذه التغيرات وتكون أوضح ما يكون في التغيرات العضوية والتي ينبني عليها كل التغيرات بعد ذلك مثل النضج الانفعالي والاجتماعي والعقلي والمعرفي .
فإذا لم يزد طول الطفل ووزنه وحجمه وإن لم تقوي عضلاته ويصل المخ إلي الحجم الطبيعي وأن لم ينمو الجهاز الغدي وتأخذ الصفات الداخلية حجمها وكفايتها حتى تواجه وتفي باحتياجات هذا الهدوء والاستقرار والأمن والاسترخاء والانشراح والانبساط والرفاهة والحساسية ... الخ وكذالك فإنه لم يتشرب عناصر التراث الاجتماعي والثقافي القائمة مثل العادات والتقاليد والأعراف وقوالب السلوك العامة أي ينمو اجتماعيا فباختصار فإن النمو العضوي هو العامل المؤثر في كل هذه النماءت والتطورات وعلي هذا فإننا سوف نتناول مظاهر النمو العضوي أولا :-
أولا – النمو العضوي :
للنمو العضوي مظهرين أساسين هما ( النمو الفيزيقي الخارجي ) وهي تلك التغييرات التي تطرأ علي الجسم من الناحية الظاهرة أو البادية للعين مثل الطول والوزن والحجم والعرض والنسب المختلفة لأعضاء الجسم , و ( النمو الفسيولوجي ) وهو يتمثل في نمو الأجهزة الداخلية غير الظاهرة والتي يطرأ عليها التغير وقت البلوغ وسوف نتناول هذين المظهرين بمزيد من التفصيل .
أولا :- النمو الفيزيقي :
فيمر المراهق بكثير من التغيرات الفيزيقية حيث يزيد الوزن والطول بأعلى معدل بين الثانية عشر والسادسة عشر وتنخفض هذه المعدلات من السادسة وحتى الثامنه وعند البنات فإن طفرة النمو تحدث قبل البلوغ ويبطئ النمو أثناء فترة المراهقة ويزيد الطول والوزن لدي البنات عن البنين فيما بين الحادية عشر والرابعة عشر وعند الثامنه عشر فأنهن يصلن إلي الحجم النهائي أما الأولاد فيستمر النمو لديهم بعد الثامنه عشر .
ومن المعروف أن النمو في الطول والعرض يرتبط بالنمو العظمي ويتفوق البنين علي البنات في النمو العظمي بعد سن الرابعة شعر . كما توجد فروق أخري في النمو العظمي بين البنين والبنات حيث تأخذ عظام الحوض لدي الفتاة في الاتساع بشكل واضح وذلك تمهيدا لوظيفة الحمل والأمومة .
أما النمو الوزني فيرتبط بنسبة تراكم الدهن في الأماكن المختلفة في حجم الكائن البشري وتوجد فروق بين الذكور والإناث أيضا في هذا النوع من النمو حيث تبلغ سرعة النمو الوزني أقصاها عند البنات فيما بين 11.5 , 14.5 ثم تقترب من نهايتها في 16 وتستمر في الزيادة حتى الرشد كما يتراكم الدهن في أماكن خاصة مثل منطقة الثدي والأرداف .
ويرتبط النمو الجسمي ( التبكير أو التأخير فيه )لا بمشكلات اجتماعية ونفسية تختلف إيجابا وسلبا باختلاف الجنسين . فكثير من البنات المراهقات المبكرات في النضج يتعرضن لسوء التكيف لفرط حساسيتهن التي تؤدي بهن إلي الانطواء أو كراهية الذات , وكذلك فئة الذكور المراهقين المتأخرين في النمو الجسمي فإنهم أيضا كثيرا ما يعانون من شعور بالنقص وسوء التكيف الاجتماعي وذلك بعكس الذكور الذين يبكرون في النمو الجسمي فإن هذا يحقق لهم تقدما في المنزلة الاجتماعية بين أقرابهم وتسلم مواضع الريادة والقيادة وخاصة في الانشطه التي تحتاج إلي البيئة والقوة البدنية , ومن جهة أخري فإن هذا النمو المبكر للجسم لدي المراهق يجعله يبدو وفي صورة رجل مكتمل البنية في الوقت الذي لم تخرج فيه تصرفاته من منطقة الطفولة مما يعرضه لسوء التكيف .
ثانيا :- النمو الفسيولوجي :-
يعتبر أهم مظاهر هذا النمو هو النضج الجنسي وإلي جانب ذلك تحدث تغيرات في الجهاز الدوري والتنفسي والهضمي والغدد الصماء تصل بها إلي مرحلة النضج .
وأهم مظاهر هذا النمو هو :
- الدورة الدموية :
يتضاعف وزن القلب خلال مرحلة المراهقة وقلب الذكور ينمو بسرعة أكبر من قلب الأنثي في الطفولة المبكرة ومن سن العاشرة حتي الثالثة عشر تتفوق الأنثي علي الذكور في الحجم وبعد الثالثة عشر تزداد السرعة عند الذكور أما الشرايين والأوردة فإنها لا تنمو بسرعة القلب فهي تكون بطيئة .
- الجهاز التنفسي :
تنمو الرئتان ببطئ خلال سنوات الطفولة ويزداد حجمها خلال فترة المراهقة المبكرة خاصة لدي البنين . ويزيد الذكور عن البنات في فترة المراهقة في كمية ونوع النشاط البدني مما يزيد حاجتهم إلي الهواء أكثر .
- الجهاز الهضمي :
ينمو الجهاز الهضمي خلال فترة المراهقة فيزداد حجم المعدة وتزداد قدرتها علي قدرتها علي الهضم وذلك لحاجة المراهق إلي كمية أكبر من الغذاء .
- الجهاز العصبي :
لا ينمو الجهاز من حيث الحجم إلا قليلا ويقتصر النمو علي الألياف في الطول والسمك كما أن الوصلات العصبية تزداد زيادة كبيرة خلال فترة المراهقة ومن المعروف أن هذه الألياف وعدد الوصلات العصبية هي الأساس الفسيولوجي لأشكال من التفكير أكثر تعقيدا وتطورا لدي المراهق .
- الغدد :
يتعرض الجهاز الغدي لدي المراهق للتغيرات نحو النضج والكمال في القيام بالوظيفة الخاصة به والمعروف أن لهذا الجهاز أثر كبير علي حالة الفرد النفسية والصحة والسواء وعدم السواء النفسي ولهما تأثير أيضا علي النمو الجسمي فمثلا تعتبر الغدة النخامية هي المسئولة عن النمو بصفة عامة فإذا نقص إفراز هذه الغدة لوحظ تأخر النمو الجسمي إلي أن يصبح الفرد من القزام أما إذا زاد إفراز هذه الغدة فقد يصل الإنسان في النمو إلي أن يصبح عملاق . ويؤثر هرمون هذه الغدة علي تأخير وتبكير البلوغ لدي الجنسين , وكذلك فإن هرمون الغدة الكظرية ينشط المراكز العصبية ويجعل الجسم أكثر قابلية لمواجهة المواقف الفجائية .
وهناك من الغدد ما ينشط ويقوم بإفرازاته إلا بعد الوصول إلي مرحلة المراهقة مثل الغدد الجنسية فمن أهم مظاهر النمو الفسيولوجي في المراهقة هي ظاهرة النضج الجنسي . ويرتبط بالنمو العضوي في مرحلة المراهقة النمو الحركي فبعد أن كان الكائن البشري في مرحلة الطفولة نشطا كثير الحركة يريد بحركته أن يسيطر علي البيئة المحيطة فإنه يلاحظ في مرحلة المراهقة ميل المراهقين نحو التراخي والخمول نتيجة للنمو الجسماني السريع في السنوات الأولي من مرحلة البلوغ كما تتميز هذه المرحلة بعدم الدقة في الحركة ويختلف البنين عن البنات في النمو الحركي هذا , ففترة عدم الدقة الحركية هذه لا تدوم عند البنات بذات القدر الذي نجده عند البنين نظرا لأن نمو البنات أقل وأبطأ ومن المعروف أن المراهق من كلا الجنسين يحتاجون إلي بعض الوقت حتي يتغلبون علي سوء التوافق وحتى يتكيفوا مع التغيرات الجسمية والتشريحية والحركية التي تنتابهم أثناء فترة المراهقة .