عجايب؟؟؟......

عجـــــــــــايـب
بقلم- حسين هيكل
لماذا مصر؟ .رويداً أيها الغاضبون: -

لماذا مصر؟ سؤال يطرحه كل العرب، فكلالدول العربية متخاذلة وجميعهم تابعوا المجازر التي حدثت في غزة دون أن يتحركوا أويفعلوا شيئا سوى البيانات والشجب والاستنكار ولم نسمع من ينادي بلم الصف الفلسطينيووقف الاعتداء الصهيوني على غزة.. ولم نر أو نشاهد من يحلل الأسباب التي أدت إلىالحرب على غزة سوى المحطات الأجنبية التي تطرح الأمور بوضوح وشفافية بعيدين عنخزعبلات أمة الحرب التي تشاهد الجثث تتساقط والقصف يستمر ولا شغل لها إلا تبادلالاتهامات والهجوم على مصر وكأنها سبب كل الهزائم والنكبات العربية وتقف وراء ماحدث للعرب في العراق ولبنان وغزة فالبعض لم يدرك بعد أن تجاوز حدودحريات التعبير يعني خروجاً من المسار الديمقراطي إلى المسار الجنائي بوصف سلوكهتعدياً على حقوق وحريات الآخرين، وإن تجربة الديمقراطية في إطارها الأخلاقي ينزلقبها إلى الفوضى والعمل التخريبي..! وإذا كنا متحمسين للتظاهر تحت شعار نصرة غزة فإن رسالتنا تضامنية فرسالة كهذه قد تمنح أبناء غزة شيئاً منالصمود، وشيئاً من الضغط الدولي على مافيا الإرهابالصهيوني... فكم هو مؤلم أن نحتشد أمام السفارات المصرية، ونخدش كبرياءقلعة العروبة بهتافات طفولية لا نفقهمعانيها!! والهجوم على مصر من قبل بعضالصحف العربية والمنظمات وفي وقت تتصاعد فيه الخلافات العربية أمر يجبإلا يكون حتى لا يُفسر على انه انتصار لطرف دون آخر وحتى لا يقال بأن فلاناً محسوبعلى الجهة الفلانية أو العلانية لذلك اخذ يهاجم مصر بمناسبة ودون مناسبة وقد كانالأحرى به آن يلوم ويعتب بصورة أخوية لا بالشكل الذي شاهده الجميع على شاشاتالفضائيات.لقد كانت لامين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله شعبية واسعة وكبيرة في الأوساط المصرية وله قدره الكبير لدىالإعلام المصري الذي يقدره ويجله لكنه خسر كل ذلك بعد ان شن هجوما على مصر . يبدو أن علينا اليوم أن نشد لجام أولئك «الغاضبون» من مصر في كل عواصم العالم، ونقول لهم: رويداً .. رويداً يا هؤلاء! أتدرون عمّن تتكلمون!؟ هذه مصر التي علّمت شوارعنا ألف باء الثورة بوجه المستعمر.. هذه مصر التي تفوح روائح شهدائها في كل شبر من أرض اليمن.. هذه مصر التي ما كانلأشجار الزيتون أن تنبت في أرض فلسطين لولا دماء أبنائها الطاهرة التي فاضت في نهرالدم الفلسطيني في غزة، وحيفا، والقدس، ورام الله، والخليل، وكل مدن فلسطينالجريحة..!رويداً أيها «الغاضبون» فبأي حق تغضبونوبصمات المصريين مازالت مطبوعة على واجهات عواصمكم، والدماء الزكية تفوح من أعظمصفحات نضالاتكم الثورية، وما من بلد عربي إلاَّ وكان المصريون أول من علم أبناءهحروف الأبجدية وترتيل الآياتالقرآنية . فليسامح شعب مصر بعضجهالنا ممن لم تعلمهم تجارب الحياة بعد أن مصر قبلة إشعاع نورهذهالأمة ورائدتها . واللهم لا اعتراض

[/size]