hekal Admin
عدد الرسائل : 126 العمر : 54 hekal.4ulike.com : elnesyan.malware-site.www تاريخ التسجيل : 31/08/2008
| موضوع: رويداً أيها الغاضبون من مصر!! الأربعاء 7 يناير - 23:57:34 | |
| رويداً أيها الغاضبون من مصر!!
ليس من أشكالية تواجه تجارب الديمقراطيات الناشئة في البلدان النامية أكبر من إشكالية الوعي بحدود الممارسة، والقدرة على تبني خيار «الديمقراطية المسئولة».. فالبعض لم يدرك بعد أن تجاوز حدود حريات التعبير يعني خروجاً من المسار الديمقراطي إلى المسار الجنائي بوصف سلوكه تعدياً على حقوق وحريات الآخرين، وإن تجربة الديمقراطية في إطارها الأخلاقي ينزلق بها إلى الفوضى والعمل التخريبي..!
إذا كنا متحمسين للتظاهر تحت شعار «نصرة غزة» فإن رسالتنا تضامنية لنظهر من خلال حشودنا الهائلة أن أبناء غزة ليسوا وحدهم في المواجهة، وإن ثمة أمة تفور غضباً من العدوان الإسرائيلي عليها، وتتوعد بالويل والثبور إرهاب الدولة العبرية.. فرسالة كهذه قد تمنح أبناء غزة شيئاً من الصمود، وشيئاً من الضغط الدولي على مافيا الإرهاب الصهيوني.
أما حين نتخذ من العدوان مظلة لنفث الأحقاد، وشق الصفوف، وتأجيج الفتن داخل البيت العربي فإن تظاهراتنا لن تحمل إلاَّ رسالة واحدة لغرفة عمليات الحرب الصهيونية بأن توغل في تخريبها، وتمعن في قتلها، طالما هناك من ينوب أجهزتها في تشتيت الصف العربي، ونقل جبهات المعركة إلى الساحة العربية الداخلية... فكم هو مؤلم أن نحتشد أمام السفارات المصرية، ونخدش كبرياء قلعة العروبة بهتافات طفولية لا نفقه معانيها!!
يبدو أن علينا اليوم أن نشد لجام أولئك «الغاضبون» من مصر في كل عواصم العالم، ونقول لهم: رويداً .. رويداً يا هؤلاء! أتدرون عمّن تتكلمون!؟ هذه مصر التي علّمت شوارعنا ألف باء الثورة بوجه المستعمر.. هذه مصر التي تفوح روائح شهدائها في كل شبر من أرض اليمن.. هذه مصر التي ما كان لأشجار الزيتون أن تنبت في أرض فلسطين لولا دماء أبنائها الطاهرة التي فاضت في نهر الدم الفلسطيني في غزة، وحيفا، والقدس، ورام الله، والخليل، وكل مدن فلسطين الجريحة..!
رويداً أيها «الغاضبون» فبأي حق تغضبون وبصمات المصريين مازالت مطبوعة على واجهات عواصمكم، والدماء الزكية تفوح من أعظم صفحات نضالاتكم الثورية، وما من بلد عربي إلاَّ وكان المصريون أول من علم أبناءه حروف الأبجدية وترتيل الآيات القرآنية..!
مصر تواجه اليوم حرباً نفسية شرسة بدأت مع انطلاق الصاروخ الأول على غزة، وكان الكيان الصهيوني خبيثاً بما يكفي للترويج للفتنة عبر وكالات الأنباء الغربية، والمنتديات العربية، وأبواق الإعلام العربي البليد التي رددت كل ما يدس لها دون التفكير بالغاية منه، أو السؤال عن المصلحة المرجوة.
لابد لشوارعنا العربية أن تدرك أن إسرائيل أرادت عزل الشارع المصري، ومحاصرة غضبه، واحتواء ردود فعله من خلال ما روجت له.. كما أنها قصدت بخبث جر أقدام مسيراتنا إلى أبواب السفارات المصرية بعيداً عن أبواب العدو الحقيقي المتربص بالجميع شراً مستطيراً... ولكن هيهات أن نترك نيران الفتنة تشتعل، فها هو شعبنا المصري يتحرك كالمارد الجبار بمظاهرات عارمة ويسقط الرهان الصهيوني.. وهاهي مصر تمضي رافعة هامة الأمة بغير اكتراث لكل ما يقال.. وها نحن العرب - كعادتنا - تشرئب عيوننا نحو مصر بانتظار موقفها الشجاع الذي تناصر به أبناء غزة، وتطيح بكل المقامرين في أروقة السياسة، والمزايدين بالمواقف.. فليسامح شعب مصر بعض جهالنا ممن لم تعلمهم تجارب الحياة بعد أن مصر قبلة إشعاع نور الأمة.
جريدة الجمهورية اليمنية[/size] | |
|