اعترافات كتيبة السطو المسلح علي سيارة شركة المطاحن بالإسكندرية(جريدة المساء)

اعترافات كتيبة السطو المسلح علي سيارة شركة المطاحن بالإسكندرية:
خططنا للاستيلاء علي 10 ملايين جنيه.. وفوجئنا بأنها 2.5 مليون فقط

الإسكندرية

كشفت تحقيقات مباحث الإسكندرية عن مفاجأة في واقعة السطو المسلح علي سيارة الإسعاف الخاصة بشركة مضارب الإسكندرية عن قيام المتهمين الخمسة بانفاق 20 ألف جنيه خلال يومين علي ملذاتهم الخاصة.. بينما قام المتهم الأول والمخطط للجريمة بشراء "عجلين" لذبحهما "زكاة" عن المبلغ المسروق.
الغريب أن المتهم الثاني دفع عربون شقة استعداداً لزفافه خلال أيام.
وكان اللواء حسام الصيرفي مدير مباحث الإسكندرية قد تلقي بلاغاً بتعرض سيارة الإسعاف التابعة لشركة مضارب الإسكندرية رقم 97827 اسعاف للسرقة بالاكراه وإصابة سائقها وصراف الشركة بإصابات خطيرة بعد تعرضهما للطعن من قبل خمسة أشخاص أثناء حملهم 2.5 مليون جنيه خاصة بموردي الأرز للشركة.. وكان من المفترض صرف 5 ملايين جنيه إلا أن البنك لم يصرف للمجني عليهما سوي شيك واحد فقط بالمبلغ المسروق.
أدلي المتهم السيد حسن شعراوي "36 سنة/ صاحب محل فراشة" باعترافات مثيرة أمام اللواء خيري موسي مدير أمن الإسكندرية باعتباره المخطط لعملية السطو المسلح فقال برغم امتلاكي محل فراشة يعمل به شقيقي صلاح "25 سنة" المتهم الثاني يدر علينا دخلاً يوميا يقدر بحوالي 700 جنيه إلا أن هذا الدخل لا يكفي لأن لدي طفلة من مطلقتي تحتاج إلي مصاريف بالإضافة إلي مصاريف اشقائي.
أضاف: وأثناء تواجدي ببنك المصرف المتحدة بمنطقة وابور المياه بباب شرقي لصرف معاش والدتي التي كانت تعمل بشركة مضارب الإسكندرية منذ عشر سنوات تقريباً لاحظت شيئا غريبا للغاية وهي أن الشركة ترسل "سيارة اسعاف" لصرف شيكات بمبالغ تصل إلي 10 ملايين جنيه وأحياناً أكثر بدون حراسة ولا يوجد سوي سائق كهل ومعه صراف عجوز وأنهم يضعون النقود في "أجولة" وظللت أراقبهم علي مدار عدة أشهر فعلمت أنهم يحضرون لتلك المهمة كل يوم 22 من الشهر ولعدم وجود أي حماية أو حتي سيارة مؤمنة فإن مسألة السطو علي السيارة تعتبر في منتهي البساطة فقمت بسرد القصة علي أصدقائي العاطلين السيد عبداللطيف "22 سنة" وأحمد سعيد عوض "22 سنة" وشهرته "حمادة الأنصاري".. ومحمد أحمد "23 سنة" وشهرته محمد برشامة أثناء جلوسنا علي المقهي وقررنا سرقة الملايين العشرة لأنها ستكون خبطة العمر خاصة أن شقيقي كان قد فسخ خطوبته منذ شهرين لعجزه عن إحضار شقة مما جعل خطيبته تنفر منه وتهرب من الارتباط به وكانت حالته النفسية سيئة.
استطرد المتهم قائلا: اصطحبت أصدقائي إلي البنك أكثر من مرة لمراقبة عملية نقل النقود وأسلوبها البدائي حتي يشعروا ببساطة العملية فرحبوا جميعاً للمشاركة فيها.. فقمت بشراء خمس نظارات سوداء عريضة من البلاستيك تخفي معالم وجوهنا وتوجهت لمكتب سيارات بالدخيلة بعيداً عن محل إقامتنا بمينا البصل حتي لا يتعرف علي أحد واستأجرت السيارة رقم 181198 ملاكي اسكندرية بمبلغ 200 جنيه في اليوم وفي الصباح الباكر انتظرنا أمام البنك استعداداً لقدوم سيارة الإسعاف.
وبعد أن تأكدنا من قيام الصراف وسائق السيارة بجر الأجولة علي الأرض لثقلها ووضعها داخل السيارة تتبعنا السيارة إلي أن وصلت لترعة المحمودية فقمنا بقطع الطريق عليهما والوقوف أمامهما لاجبارهما علي الوقوف وسارعنا بالنزول نحن الخمسة ومعنا سيوف ومطاوي وفوجئنا بالمقاومة الشرسة للسائق "يحيي محمد إبراهيم 56 سنة مما جعلنا جميعاً ننهال عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء في جميع أنحاء جسده حتي أصبح مثل المصفاة.. أما الصراف محمد أمين محمد 57 سنة فبمجرد نزوله من السيارة تساءل عن مطالبنا فعاجلناه بطعنة في الرقبة والبطن وسارعنا بانزال الجوالين وهربنا علي الفور دون تدخل أحد من المارة بالرغم من مرور العديد من السيارات علينا وشاهدت المشاجرة لكن لم يتدخل أحد للدفاع عن السائق والصراف.
أضاف المتهم الأول عدنا بالنقود إلي منزلي وقمت بتوزيع المبالغ بشكل عشوائي علي أصدقائي ما بين خمسة إلي ثلاثة آلاف جنيه مع وعد بتقسيم المبلغ علينا بعد أن تهدأ القضية ولا يتم البحث عنا.
وقال: لم يصبر شقيقي الأصغر لأنه كان يريد استعادة خطيبته فأعطيته 150 ألف جنيه لشراء شقة أو حجزها.. وقد أصابتني الصدمة عندما اكتشفت أننا لم نسرق سوي 2.5 مليون جنيه فقط بينما كنت أعتقد أنني سأسرق 10 ملايين كعادة الشركة في صرف شيكاتها وعرفت أنني خدعت في شكل الجوال الذي يحتوي علي "فلوس" العشرة أو العشرين جنيها مما أعطاني إيحاء بضخامة المبلغ ولكني قررت إخراج زكاة عن المال عشان ربنا يكرمني فقمت بالاتفاق مع جزار علي شراء عجلين حتي يبارك لنا في النقود.
أما شقيقه المتهم صلاح حسن الشعراوي فقال: أنا أحب خطيبتي بجنون وكنت علي استعداد للقتل من أجل استعادتها ولأن أسرتها مطالبها كثيرة فلم استطع أن ألبي ما يطلبونه خاصة الشقة لأنها لا ترغب في الإقامة مع أمي.. وما إن عرض علي شقيقي الأكبر فكرة السرقة رحبت علي الفور وقلت "يا قاتل يا مقتول" وما إن نفذت الجريمة حتي حصلت علي مبلغ تحت الحساب وأعطيت لخطيبتي مبلغ خمسة آلاف جنيه لكي تشتري ما تريده وذهبت أبحث عن شقة حتي نتزوج خلال أيام وبدأت بالفعل الاتفاق علي تفاصيل الزفاف حتي ألقي القبض علينا قبل أن أتمكن من تنفيذ أحلامي مع حبيبتي!!
** وقال المتهم السيد عبداللطيف.. كنا نعتقد أن السائق والصراف قد ماتا بعد أن انهلنا عليهما بالضرب وأنهما لن يتمكنا من الارشاد عن السيارة ومواصفاتها ولذلك فور حصولي علي خمسة آلاف جنيه لم أحرم نفسي وسارعت بدعوة أصدقائي علي أكلة سمك وجمبري ببحري ودفعت 500 جنيه ثم قمت بشراء تليفون محمول لي ولصديقي علي سبيل الهدية بمبلغ 2000 جنيه بخلاف الملابس الجديدة والبرفانات لقد عشت يومين أتمتع فيها بحياتي دون النظر إلي العواقب علي الاطلاق حتي فوجئت بالقبض علي وعلي أصدقائي.
* كان اللواء عدلي فايد مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام قد أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء أحمد سالم وكيل مصلحة الأمن العام واللواء حسام الصيرفي مدير مباحث الإسكندرية ويضم العميد ناصر العبد رئيس مباحث الإسكندرية والعقيد أشرف عبدالقادر وكيل مباحث شرق والمقدم محمد عمران رئيس مباحث محرم بك حيث كشفت التحريات عن قيام محل لتأجير السيارات بالدخيلة بتأجير سيارة تنطبق مواصفاتها وأرقامها علي ما أدلي به المجني عليهما حيث تبين أن مستأجرها هو المتهم الأول وبضبطه أرشد عن المبلغ المسروق الذي أخفاه في صندرة مخزن بشقته وتبين اختفاء 170 ألف جنيه من المبلغ المسروق حيث تمكنت المباحث من استعادة 150 ألف جنيه من عروس المتهم الثاني بينما قام المتهمون بصرف 20 ألف جنيه خلال يومين.
علي الجانب الآخر أمر رئيس نيابة محرم بك بحبس المتهمين الخمسة أربعة أيام علي ذمة التحقيقات واستعجال التقرير الطبي حول حالة المصابين محمد أمين سالم "56 سنة صراف" وتبين أنه مصاب بجرحين طعنيين بالرقبة والبطن والمجني عليه الثاني يحيي محمد ابراهيم ومصاب بقطع بأوتار اليدين والساقين وجروح قطعية بمختلف أنحاء الجسم وتسليم المبلغ المضبوط لشركة مضارب الإسكندرية